دُمت لي قلمي صوتاً لقلبي..

ودُمت لي شاطئي سكناً لأيامي..


ديسمبر 31، 2011

سيمفونيةِ عيــد..



 

لرأسِ السنة في مُذكراتها دوماً نصيبٌ مُميز..منذُ طفولتها تعودت أن يكون لهذا اليومُ دفءٌ من نوعٍ خاص..

تُعدُ والدتها حلوى الشوكولاتهوالكثير من البسكويت..وتُشاركُ هي والدها تعليق الزينات..

عندَ دقات الثانية عشر يُصلي بهم والدها..ويبتهلون الى الله كثيراً بالدعاء..
...
أن يُديم عليهم نعمته ورزقه,, وأن يبارك لهم فيما وهبهم ..

تحصلُ كلَ عامٍ على لُعبةٍ جديدة..تضمها الى قائمةِ ألعابها العزيزة..


بعد أن كبرت اعتادت أن تُضيف لطقوس طُفولتها طقساً جديداً..

فبعدَ الاطمئنان على لعبتها الجديدة..تهرعُ الى مفكرتها لتكتب رسالةً جديدة..
لنصفها الآخر..وشريكُ عمرها المرتقب..

تهنئه فيها بالعامِ الجديد..تدعو له..وتحكي له عن لعبتها الجديدة..


اليومُ رأسُ العام الرابع بوجودِ طفلتها الحبيبة..وبغياب زوجها بالسفرِ عن مملكتها الصغيرة..

للعامِ الرابعِ على التوالي تنتظرُ بجوارِ الهاتف دقات منتصف الليل..


تمرُ الساعة بعد مُمنتصف الليل...وما زال الهاتفُ غارقاً في سكينة..

تقومُ لتُصلي وحدها..تدعو الله أن تنتهي هذه الغربة..

يجتمعُ شملُ الأُسرة..وتعودُ لقلبها فرحتها البريئة..

تُعطي طفلتها لُعبتها الجديدة..تسعدُ بضحكاتها البريئة..

وتقتسمُ معها في فرح حلوى الشوكولاته اللذيذة..

تضعُها في الفراش..

وتُكفكفُ عن خدها دمعةً حزينة..

سامحيني طفلتي كُنتُ أتمنى لكي مثلي..

طُقوسَ عيدٍ طُفوليٍ سعيدة..
ولكن الغُربةَ على كلتينا دَين..
نُسددهُ من فرحِ أعمارنا الشريدة..

N.M


2011..ارحلي في هدوء..كفاكي ضجيجاً!!



ساعاتٌ قليلة وينتهي أكثرُ الأعوامُ اشتعالاً على الإطلاق..
أكثرُ السنواتِ ضجيجاً..
أكثرها اختناقاً برائحةِ الموتِ واحتراق الذكريات..
أكثرها انغماساً بطعمِ الفقد وأشباح الافتقاد..

على الصعيدِ المُجتمعي..

هي من أكثرِ السنوات التي مرت على مصر اشتعالاً..

بدأت بثورة,, واختتمت الآن بتزيفِ ثورة..
شابها الكثيرُ والكثيرُ من الأحداثِ الجُلل..
سُطرت على وريقاتها المُتساقطةُ بحروفٍ من نورأسماءُ عشراتِ الشُهداء..
الذين ماتو بأيدي أخوانهم وابناء عمومتهم..

ولأولِ مرةٍ يسطرُ تاريخُ بلادنا..شُهداء مصريين يموتون بأسلحةٍ ثمنها من مالٍ مصري..
وتُلطخ دماءهم ملابسُ رسمية..لأولادٍ قبل الكبرِ تربو في مصر..

منهم من مات دفاعاً عن شرف..
ومنهم من مات غدراً..

ومنهم من مات طفلاً بلا ذنبٍ يُقترف..


لازال المشهدُ ضبابيٌ على اعتاب بدايةِ سنةٍ جديدة..
تشاحناتٌ تتصاعد..ونغماتُ تخوينٍ تتفاقم..

انتهت مرحلتين من اولِ انتخابات برلمانية بعد الثورة..
ولازالت الثالثةُ في طريقها في أولِ أيامِ العام الجديد..
لازال المشهدُ السياسي ضبابي..

ومصيرٌ لمصر بلا هويةٍ ..

ومُستقبلٌ مازال في علمِ الغيبِ مجهول..

كثيرةٌ هي الأحداث حقاً في ذلك العام..

لن تكفينا السطور حصراً وتعديداً..

فقط يكفينا الدعاءُ أن يحميَ اللهُ بلادنا..

وأن يولي علينا خيارنا..

وألا يأخذنا بذنوبنا أخدةَ عزيزٍ مُقتدر..


أما على الصعيدِ الشخصي..

فقد كانت تلك أكثر السنوات لي تحدياً..
أكثرُ السنواتِ لي صخباً..

أكثرُ السنواتِ إنضاجاً لطفلتي..
وأكثرُ السوات انحفاراً في جدارِ القلب والذاكرة..
لأولِ مرةٍ أشعرُ بطعمِ الفقد الأبدي..
برائحة الموت..
فقدت دفعتنا اثنين من أبنائها فجأة..
ولازلت قلوبنا تدمع دماً لفراقهم رغم مرورِ الوقت..
ربما كان ذاك الفقد سبباً للاتحادِ الأول لدفعتنا..
ولكنه طبع قلوبنا جميعاً..بنغزةِ ألم..

في هذا العامِ أيضاً عاد ليَ قلمي..
وعدتُ للكتابةِ بعد انقطاعٍ طال..
ووجدتُ في قلمي مرفأً جديداً لروحي..
وصوتاً يُدفء قلبي وعقلبي رغم صقيع الوقت...

ربما كانت تلك السنة أكثر الأعوام صخباً بلا صوت لقلبي..
علاوةً على ذلك اني على الدوامِ أكرهُ الأرقامَ الفردية..
فهي تُذكرني بالبرد..
الفقد..
الوحدة..
الصمت..
كلُ المعاني التي يقشعر لها قلبي..
وترتعدُ لها أطرافي بلا برد..
نبتدئُ بعد ساعاتٍ عامٌ زوجي..

قد يحملُ لنا فرحاً..

يُذيب جليدَ شتاءٍ مُشتعل بالدماء..

مُفتقدٌ للصدق
يمتلئ قلبي على اعتابِ العام الجديدِ بأملِ طفلِ خائف..

وثقةٌ في رحمةِ تدابير العزيز الخالق..

بأن القادم أجمل..
وبرغم القسوةِ في اظهار الحقِ .
.فالحكمة دوماً في تدبير الخالق..
وفي عودةِ الحقِ تعويضٌ يُنسي مرارة ما عانى الصابر..

جعلها الله سنةً مُحققة للآمال..
وهادئةً بلا زوال..


وعلى اعتابِ رحيلك لا يسعني النفاقُ في قلبي لأقول لكِ ِوداعاً..

فقط ارحلي اليومَ في هدوء..

وكفاكي ضجيجاً حتى الغد..!!!

ديسمبر 30، 2011

مُرتــــــفعات..!!

~

لطالما كانت تُغريها المرتفعات..

تدفعها دفعاً لتُحاول التسلُق..

لتُحاول التثبث بأي شئ..



تهتمُ هي بكلِ ماهو عالٍ..

تلك الصورة المُعلقة على الحائط..

تلك الزهرةُ في اصيص النافذة..

تلك السماءُ الصافية,,

تلك الضوضاء مما وراء سور الشرفة..

تُحاول كلَ يومٍ التسلق..التشبث..أملاً في الوصول..

يرهقها الفضول..

ما مدى تلك السماء والى أين ستنتهي..

وما تلك الضوضاء وراء الشرفة..

هل الى السماء تؤول..

ككلِ مرةٍ تخذلها أطرافها الضعيفة ..

تعجز عن التشبث..

تفشل في التعلق..

تظلُ الرؤية من هذا الارتفاع بالنسبةٍ لها مستحيلاً..

ويظلُ ما وراء ذلك السور وهما مجهولاً..

تكتفي ككلِ يومٍ أن ترفع دُميتها..

نصفها الآخر..

لترى عوضاً عنها ما يضني فضولها..

وتقضي باقي اليوم تُحدثها وتسألها عما رأته وراء السور..

ويقضيان الوقت حُلماً بمُغامراتِ وفصول..

كانَ ليُقضى عليها لو أنها نظرت..

وعرفت ان تلك الضوضاء ما هي الا شارعٌ مُزدحم..

وأن تلك السماء الصافيةُ من علٍ..

تتلوثُ قرب الأرضِ بدُخانٍ خانق..

N.M

ديسمبر 23، 2011

اشتري المصري...

قد يأتي ذلك المقال مُتأخراً لأعطالِ فنية  وظروف الامتحانات..

ولكن الوضع الآن لم يعد يحتمل تأخير..

فما بين خيانةٍ وتخوين..

وخلافٍ بين مُعلمٍ وتلميذ..

وتشاحنٍ بين أبٍ و ابنه..

وصراعٌ لا ينتهي في كل بيت..وفي كل وقت

وضعٌ مُتأزمٌ بحق..

وخلافٌ بلا هُدى..

لا يوجد رأيٌ قاطع..

وضبابٌ ليس فيه مكانٌ لراجح..

جمعةٌ تليها الجُمعة..

والكل بمكانه متمسك..

والكل على  رأيه مُتحجر..

صُدمت قلوبنا ونفوسنا وشُلت عقولنا جميعاً

الجُمعة الماضية..

بين قوسين نكتُب..


(( جُمعة اشتري المصري))

تلك الجُمعةُ التي كان من المنتظرِ لها أن تكون فارقةً في السوق المصري..

والاقتصاد المحلي

تلك الجمعةُ التي حملت الكثير من العروض الكثير من التخفيضات

والمزيد من حملات التسويق وخطط الشراء

ولكنها انقلبت رأساً على عقب..ليصبح ارخص سعةٍ فيها هي المصري

شخصياً..!

سالت الدماء غزيرةٌ بلا هوادة..

واختلط الخائن بالمناضل بلا فروق..

واستباحت الحرمات..وانتهكت المقدسات..

وانتفضت القلوب  واشتعلت..

انتهت الجمعة بمقتل طالبِ الطبِ علاء

وشيخُ الأزهر عماد..

قُتلو وككثيرٍ غيرهم أُخذو بذنبٍ لا يُعرف..

ولُعنو بجهلٍ أصمٍ لا يسمع..

انتهت جمعةُ شراء المصري بدماءٍ مصريةٍ سالت

بلا ثمن..بلا جدوى..بلا أمل

لتترك لنا ذكرى يومٌ حمل شعاراً لتشجيع منتحات بلادنا..

وانتهي ببخسِ أثماننا في سوقٍ لا يُقفل..


 


N.M