اضحك الصورة تطلع حلوة..(:

اضحك الصورة تطلع حلوة.

 

ذلك الفيلم السحري..برغم كل تلك السنوات..يظلُ الأقرب لقلبي

الأكثر صدقاً..الأكثر واقعة..

النموذجُ الأمثل..

مُزحةٌ انتشرت قبل دخولنا كلية الطب..

لا تُسول لكم خيالاتكم أنكم ستجدون الحُب في المشرحة..

أو تلك الحياة الحالمة في كلية الطب..

ضحكنا كثيراً على تلك العبارة..

وتمر السنوات..وتمرُ بنا مراحل الكُلية المُختلفة..تفكيرٌ يتغير..وعقولٌ تتطور

وأعود لأُشاهد فيلمي العزيز بروحٍ مُختلفة..بخيرةٍ أوسع..

وبعقلٍ أشمل

كم من رسائلٍ تطويها مشاهد ذلك الفيلم السحري..

كم من  ارشادات وتنبيهات وتلميحات..

لو وعاها كلُ من شاهد ذلك الفيلم ..لتغير فكره تماماً..

تلك العلاقة الشفافة بين أفراد البيت الواحد..

ذلك الحُب العميق..والحلم الوحيد المُتمثل في تلك الابنة..

تلك المُصارحة العذبة..والإصرار على العيش في النور

ذلك الحُب الصادق.. الشجاع الجرئ..

اقترب ذلك الفيلم من مجتمعنا بصورةٍ بلورية..

لم يصور الحب مقابلاتِ وكلمات في الظلام..

لم يصور الحب خداعٌ للأهل والأصدقاء..

لم يصوره خيانة..

غرس بصورةٍ واضحةٍ

أن ما يولد في الظلام يقتله الضوء..

وأن ما ولد في الظلام ليس له حق الحياة..ليس له حق الدفاع..

يمتلئ الفيلم بطول مدته بالكثير من المشاعر الانسانية الصادقة..

الأب المُحب لابنته..الواثق في اختيارها..الخائف على انكسار قلبها..

الجدةُ الحانية..خبيرةُ الدنيا..والسيدة المصرية الأصيلة..

الفتاة الصغيرة..الجميلة..الرقيقة..هادئة المشاعر..

صافيةُ السريرة..

الشاب الغني..المُحب للبساطة..المُتلهف لإرضاء الأميرة..

الصراع الطبقي منذُ الأزل..الغنى والفقر..

الصدقُ قاهر المستحيل..والحقُ ذو المدافع المُطالب به..

لو وعي كلُ شابٍ معنى الصدق في ذلك الفيلم..

ومعني كسر القلب ..معنى الجرح..

كم من قلوبٍ كانت لتجبر..وكم من قصصٍ وهمية ما كانت لتبدأ..

وكم من صدقٍ كان ليهنأ..

ولو وعت كلُ فتاةٍ ..قيمة النور في ذلك الفيلم

وكيف لا يكون الحب خيانة..

وكيف لا يعيش ما يولد في الظلام..

كم من نفوسٍ كانت لتهدأ..و كم من زيجاتٍ كانت لتتوج..

شعبٌ متدينٌ بالفطرة..دونما يشعر يتمسك بالمولى..

ما ولد في ظلامٍ لا يكبر..

ولا ما كان في معصيةِ الخالق لا يهنأ..

N.M