دُمت لي قلمي صوتاً لقلبي..

ودُمت لي شاطئي سكناً لأيامي..


أكتوبر 03، 2011

لا تبكي مليــكتي

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانا يشاهدان التلفاز معاً..مضى وقتٌ طويل منذ اجتماعهما سوياً هكذا
 
ألجأه مرضه الأخير الى أخذ إجازةٍ إجباريه والمكوث في المنزل لبعض الوقت

اعتادا علي مشاهده الأفلام الرومانسية سوياً كل ليلة في بداية زواجهما..ولكن مر عام علي مثل هذه الجلسة

هو: شابٌ لم تتداوله الحياةُ طويلاً..كانت حياته بكل تفاصيلها هادئه ..تخرج من الجامعة بتفوق ليلتحق بوظيفةٍ 

مرموقه..تستلزم منه بذل الجهد ليحافظ علي استمراره فيها..كان دعاؤه دوماً(ربِ ارزقني زوجةً صالحةً ترضاها من عبادك) 

كانت حلم عمره الوحيد..تزوجها بعد فترة خطبة قصيرة ليكتشف فيها بعد ذلك فتاة أحلامه المحبوبه

ولكن تغير كثيراً عن تلك الايام..أصبح مشغولا جدا في العمل..لدرجةٍ قد تصل الي مرور ايامٍ قبل ان يجلسا سوياً ويحدث بينهم حوار..


هي:   رقيقه المشاعر جدا..كان حلمها الوحيد ودعاءها منذ صباها..ربِ ارزقني زوجاً صالحاً عبداً ترضاه من عبادك..

تقدم لخطبتها ووجدت فيه سمات الزوج الصالح  فارس الأحلام..تم الزواج سريعاً وعاشت معه أجمل أحلام..

ولكن بدأ ينشغل عنها كثيراً..كانت تلتمس له دوماً الأعذار..تصل رحمه بدلاً عنه..تختلق له الكثير والكثير من الأعذار في كل المناسبات العائلية التي تستلزم حضوره.


كانت تمر ايام كثيرة دون ان يجلسا سوياً دون ان يبادلها اي حديث..فقط ياكل ويسقط متعباً وينام..كانت تحتمل في صبر وشفقه..لم يتذمر قلبها يوماً كانت تعرف انه يحبها..وهي أيضاً لم ينبض قلبها لسواه..

أعياه مرضٌ غريب في الايام الأخيرة..اضطره للالتجاء الي المنزل..برغم قلقها الشديد عليه..فانها لم تستطع اخفاء فرحةِ قلبها البرئ بوجوده اخيراً مرة أخري الي جوارها في مملكتها الصغيرة

جهزت احد الأفلام الرومانسية التي اعتادا مشاهداتها سوياً في بداية زواجهما..وجلسا معاً يشاهدان الفيلم كالأيام الخوالي..

حين كان اسمها مليكتي قبل أن تصبح هي وحين كان يهرع لطمأنتها بين ذراعيه ما إن تبدأ في البكاء تأثراً بأحداث الفيلم..كم مضي من وقت علي تلك الأيام لا تدري..ولكنها الآن سعيدة انه هنا..وانها الي جواره ثانية..

استغرقا في مشاهدة الفيلم..وقاربت لحظات النهاية..مات بطل الفيلم كالمعتاد..وبرغم انها شاهدته الكثير من المرات الا انها بكت كالمعتاد أيضا حزناً وتأثراً بحزن البطلة..

فوجئت بذراعيه حولها..وبصوتٍ حبيب يطرق مسامعها(أرجوكي لا تبكي مليكتي..أنا الي جوارك)..

رفعت عينيها في ذهول..أخيراً يا مليكي..دفنت وجهها في صدره وتركت لدموعها العنان..


هي: كانت تظنُ قلبه لان بسبب ذكرياتهما سوياً ومشاهدتهما للفيلم الرومانسي

هو: كان يحس داخله بازدياد المرض ..كان يخشي دموعاً حقيقيه....كان يحسُ باقتراب الوقت..

الذي تصبح فيه مليكته  بطلةً لمثل هذا الفيلم..ويلاقي هو نفس مصير البطل..

وقتها لن يكون هنا ليضمها الي قلبه هامساً:أنا هنا مليكتي..لا تبكي


N.M 

هناك تعليق واحد: