دُمت لي قلمي صوتاً لقلبي..

ودُمت لي شاطئي سكناً لأيامي..


ديسمبر 31، 2011

2011..ارحلي في هدوء..كفاكي ضجيجاً!!



ساعاتٌ قليلة وينتهي أكثرُ الأعوامُ اشتعالاً على الإطلاق..
أكثرُ السنواتِ ضجيجاً..
أكثرها اختناقاً برائحةِ الموتِ واحتراق الذكريات..
أكثرها انغماساً بطعمِ الفقد وأشباح الافتقاد..

على الصعيدِ المُجتمعي..

هي من أكثرِ السنوات التي مرت على مصر اشتعالاً..

بدأت بثورة,, واختتمت الآن بتزيفِ ثورة..
شابها الكثيرُ والكثيرُ من الأحداثِ الجُلل..
سُطرت على وريقاتها المُتساقطةُ بحروفٍ من نورأسماءُ عشراتِ الشُهداء..
الذين ماتو بأيدي أخوانهم وابناء عمومتهم..

ولأولِ مرةٍ يسطرُ تاريخُ بلادنا..شُهداء مصريين يموتون بأسلحةٍ ثمنها من مالٍ مصري..
وتُلطخ دماءهم ملابسُ رسمية..لأولادٍ قبل الكبرِ تربو في مصر..

منهم من مات دفاعاً عن شرف..
ومنهم من مات غدراً..

ومنهم من مات طفلاً بلا ذنبٍ يُقترف..


لازال المشهدُ ضبابيٌ على اعتاب بدايةِ سنةٍ جديدة..
تشاحناتٌ تتصاعد..ونغماتُ تخوينٍ تتفاقم..

انتهت مرحلتين من اولِ انتخابات برلمانية بعد الثورة..
ولازالت الثالثةُ في طريقها في أولِ أيامِ العام الجديد..
لازال المشهدُ السياسي ضبابي..

ومصيرٌ لمصر بلا هويةٍ ..

ومُستقبلٌ مازال في علمِ الغيبِ مجهول..

كثيرةٌ هي الأحداث حقاً في ذلك العام..

لن تكفينا السطور حصراً وتعديداً..

فقط يكفينا الدعاءُ أن يحميَ اللهُ بلادنا..

وأن يولي علينا خيارنا..

وألا يأخذنا بذنوبنا أخدةَ عزيزٍ مُقتدر..


أما على الصعيدِ الشخصي..

فقد كانت تلك أكثر السنوات لي تحدياً..
أكثرُ السنواتِ لي صخباً..

أكثرُ السنواتِ إنضاجاً لطفلتي..
وأكثرُ السوات انحفاراً في جدارِ القلب والذاكرة..
لأولِ مرةٍ أشعرُ بطعمِ الفقد الأبدي..
برائحة الموت..
فقدت دفعتنا اثنين من أبنائها فجأة..
ولازلت قلوبنا تدمع دماً لفراقهم رغم مرورِ الوقت..
ربما كان ذاك الفقد سبباً للاتحادِ الأول لدفعتنا..
ولكنه طبع قلوبنا جميعاً..بنغزةِ ألم..

في هذا العامِ أيضاً عاد ليَ قلمي..
وعدتُ للكتابةِ بعد انقطاعٍ طال..
ووجدتُ في قلمي مرفأً جديداً لروحي..
وصوتاً يُدفء قلبي وعقلبي رغم صقيع الوقت...

ربما كانت تلك السنة أكثر الأعوام صخباً بلا صوت لقلبي..
علاوةً على ذلك اني على الدوامِ أكرهُ الأرقامَ الفردية..
فهي تُذكرني بالبرد..
الفقد..
الوحدة..
الصمت..
كلُ المعاني التي يقشعر لها قلبي..
وترتعدُ لها أطرافي بلا برد..
نبتدئُ بعد ساعاتٍ عامٌ زوجي..

قد يحملُ لنا فرحاً..

يُذيب جليدَ شتاءٍ مُشتعل بالدماء..

مُفتقدٌ للصدق
يمتلئ قلبي على اعتابِ العام الجديدِ بأملِ طفلِ خائف..

وثقةٌ في رحمةِ تدابير العزيز الخالق..

بأن القادم أجمل..
وبرغم القسوةِ في اظهار الحقِ .
.فالحكمة دوماً في تدبير الخالق..
وفي عودةِ الحقِ تعويضٌ يُنسي مرارة ما عانى الصابر..

جعلها الله سنةً مُحققة للآمال..
وهادئةً بلا زوال..


وعلى اعتابِ رحيلك لا يسعني النفاقُ في قلبي لأقول لكِ ِوداعاً..

فقط ارحلي اليومَ في هدوء..

وكفاكي ضجيجاً حتى الغد..!!!

هناك تعليق واحد:

  1. بجد انا مش عارفه اقولك ايه جميلة اوي وفعلا هي سنة غريبة ومليانة بالحزن بالنسبه لمصر ولي شخصيا.... وربنا يرحم الجميع واكيد ده ابتلاء من ربنا ويارب تعيي علي خير

    ردحذف