دُمت لي قلمي صوتاً لقلبي..

ودُمت لي شاطئي سكناً لأيامي..


سبتمبر 15، 2011

ثقافــــــــــة الانتمـــــــــاء

الإنسانُ بطبعه كائنٌ اجتماعي
تُسيطرُ عليه نَزعة الجماعة وثقافة الانتماء..فكل إنسان لابد وان ينتمي إلي وطن..لا يعني ذلك الانتماء اسمياً في جواز السَّفَر..وإنما يعني الانتماء الروحي والإيمان بوجودِ هذا الوطن..وهذا الكيان مجتمعاً..متمثلا في شركائه في هذا الوطن

وعلي المستوي الشخصي، يحتاج الإنسان دوماً إلي أن ينتمي إلي شخصٍ ما، مؤسسةٍ ما، أو فكرةٍ ما..فالانتماء يعزز لدينا الإحساس بالأمان حيث يجد الإنسان دوماً المأوى في أزماته وكبواته..

فالانتماء لشخصٍ ما_متمثلاً في الحب_ يعطي الإنسان إحساسا قوياً بالأمان والمشاركة..فهو يثق دائما انه لن يكون وحيداً
وهناك من سيشاركه تفاصيل حياته بأفراحها وأحزانها..

و الانتماء لمؤسسةٍ ما _متمثلاً في العمل_ يُعطي الإنسان أمانا مالياً ونفسياً، وضمانا للاستقرار، وهدفاً للمُضي قدُماً في الطُموح وتحسين العمَل وتعزيز المؤهلات..
فتلك المؤسسة تمثل له مستقبلا له ولأبنائه من بعده..مستقبلٌ يبنيه بالجدِ والاجتهاد..

والانتماء لفكرةٍ أو اعتقادٍ ما _متمثلاً في الانتماء السياسي اوالانتماء لرأيٍ ما_ هذا الانتماء الذي يعطي الإنسان طريقا ومنهجا للتفكير،حتى انه قد يصبح أسلوبا للحياة

وهناك الانتماء لهوايةٍ ما..ذلك الانتماء الذي يُوفِّرُ لصاحبه متنفساً لطاقاته وإبداعاته وأوجاعه، فالهوايةُ تُمثلُ لصاحبها حياه..
حياةٌ يرى نَفسَهُ فيها متميزاً..مختلفاً عن الجميع..متفرداً..إنها ذلك الصوت الذي يخبرك في وقت الكبوات:انك إنسان آخر..إنسان مختلف..

وهناك الانتماء العقائدي_المتمثل في الانتماء لديانةٍ ما_ والمتمثل في الانتماء والإيمان بوجود الله عزَّ وجل..وهو أساس وجود الإنسان،وأساس كل ما سبق من انتماءات..ولذلك فهو أصعب أنواع الانتماء..لأنه يتطلب الصدق والإخلاص لتصل إلي إحساس الانتماء،فلا يكفيك أن تختار بقلبك أو بعقلك أو تعلنها بلسانك انك تؤمن بوجود الله..بل يجب أن تكون مخلصاً ،ومسلِّماً لجميع أمورك لله سبحانه وتعالي..فقط عندها تستطيع أن تستشعر معني الانتماء..وتستشعر اصدق معنى للامان برضا الله عز وجل وتوفيقه..
انه ذلك الانتماء الذي نسعى إليه جميعاً جاهدين..وذلك الأمان الذي نظلُ عمرنا نبحثُ عنه ونجتهد لتحقيقه..
ذلك الانتماء الذي نتساوى جميعاً بلا اختلافٍ في المواهب والإمكانيات والقدرات..
ذلك الانتماء الذي لا يُحَصِّله الكثيرون..فقط الصادقون المخلصون..
ذلك الانتماء الذي إن ذَهب عشنا العمر كله في ضنكٍ وذُعر
وأصبحنا من الهالكين....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق