دُمت لي قلمي صوتاً لقلبي..

ودُمت لي شاطئي سكناً لأيامي..


نوفمبر 26، 2011

طَعمُ الفقدِ من جديــد..


سبعةُ شهورٍ فقط مرت على وفاة زميلنا أحمد..
على أولِ وفاةٍ أشعر معها برائحة الموت..بطعم الأسود..بلون الحُزن



توفي زميلنا أحمد في شهر ابريل الفائت
26/4/2011
تحديداً..

لم أكن أعي قبلها معني موت الفجأة..ذلك الفقد المُبكر..المُفاجئ..

ذلك الفقدُ الأبدي..ذلك الفقد الذي لا تمتلك معه شئٌ غير الدعاء..

لا رسائل..لا بُكاء..لا نداء..وحدهُه فقط الدعاء..

كانت تلك أول مرة اعرف فيها معني الجامعة..معنى أن نكون في دفعةٍ واحدة

معنى أن يختطف الفقد أحد أفرادنا..
مهما تباعدت بيننا البُلدان..مهما اختلفت بيننا الديانات..مهما تباينت بيننا الآراء

اتفقنا جميعاً في الحزن ..اتفقنا جميعاً في الألم..صفاً واحدا اتفقنا في الدُعاء..
بعدها استمرينا في الدُعاء...واصلنا الاتفاق..لازلنا في كل ِ يومٍ نذكره في كلِ صلاة..

درسنا بعدها الموت في علم الشرعي..تفاصيله..احداثياته...شهوره وعلاماته..ليتفجر الوجعُ من جديد

لنري الفقد بعينِ الطبيب..لنشاركه حياة ما تحت الثُري..لنعرف ما يحدُث له في بيته الجديد



تمرُ الأيام لأًصبح جزءاً من ادارة صفحةِ وداعه على الفيس بوك...

أراه كلما تصفحت صفحتي..

أدعو له في كل صلاة ..وفي كل يوم..
مسؤليةٌ جديدة أحسستُ بها علي عاتقي..أصبحت ضمن الفريق المسؤل عن صفحة أحمد

عن الدُعاء له
عن تذكير الناس به..

عن وصل عمله بعد مماته..

سبعةُ شهورٍ مرت..ومازال الجرح في القلوب ينزف..

ومازال طعمُ الفقدِ يُؤلم..

عامٌ هجريٌ جديد..

وشتاءٌ جديد..

ويتجدد طعم الوجع من جديد..


فقدنا اليوم زميلتنا شروق..

كأحمد لم أكن أعرفها شخصياً..ولكنها جُزءٌ من كيانٍ أنا منه جزءٌ بسيط
توفيت شروق فجـــأة..لم نستوعب الصدمة بعد..علمنا موتها بعد اذان الظُهر..
وكنتُ قبلها علي صفحةِ أحمد..أُذكر بمرور سبعةُ أشهرٍ على وفاته..وادعو له بالرحمة..وأنس وحشة القبر

لازلنا لا نعرف التفاصيل..لا زلنا لم نستوعب بعد..ولكن عاد طعم الألم ..طعم الوجع..طعمُ الفقد..

تفجرت بصدورنا ثانيةً العبرات واتشحت الدنيا على سوادها بالسواد..

للمرةِ الثانيةُ أصبح مُديرة صفحة تصل عمل ميتٍ في الدنيا..
مسؤولةٌ للمرة الثانية عن الدُعاء...عن حِفظِ الذكرى..

للمرة الثانية سأقتربُ جداً من طعم الوجع..

يتضاعف عندي طعم السواد..

يتزايد ألم الفقد..

أولُ أيامُ العام الهجري..

موقفٌ سياسيٌ معقد..

اشتباكاتٌ مشتعلة علي الصعيد السياسي..واشتباكاتٌ لا تهدأ بين أفراد دفعتي..



ماتت شروق وتركتنا في ذُهولٍ من جديد..


لتذيقنا الأيام مرارة الفقدِ من جديد..

لنقف ذاهلين من جديد..

ليتوقف الجدال وسياسة التخوين..

لنتحد من جديد..



تركتنا لنُفيق..ماتت وتركت على حسابها علي الفيس بوك صورة:اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

..وتركت على جروب دفعتنا هذا الحديث
عن مضاعفة الحسنات قال النبي صلى الله عليه وسلم كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله
قال الله عز و جل : إلا الصوم فإنه لي و أنا أجزي به .

تركتنا لكي يقفَ كلٌ مع نفسه..

الموتُ أقربُ الينا من حبلِ الوريد..

لعلها آخر مشاركة..

لعلها آخر صورة حساب..

لعلهُ آخر تعليق..

لعله آخر نفسٍ في هذه الدنيا..

لعل غداً ليس قريب..

لعل التوبة لن تُفيد..

لعله آخر عملٍ في دُنيا الوعيد..

تركتنا شروق لنعي الدرس جيداً..

لنفيق من غفلةٍ وانشغال..
لننحي خلافاتنا جانباً..
لنعرف أن الحياة أقصر مما نتخيل..

ولنتأكد أنها أهون من كلِ خداعٍ وتدبير..
اصدقو الأمور مع أنفسكم..
حاسبوها جيداً..
واعملوا كل شئٍ مهما كان بسيط..

علي انه آخر عملٍ لكم في هذه الدُنيا..

واعملوا ليومٍ سينقطعُ فيه عملكم الا من ثلاث::عملٌ صالح..وصدقةٌ جارية..وولدٌ صالح يدعو لكم..

في رحمـــــــــــةِ الله يا شُروق

هناك تعليق واحد:

  1. ويبقى الألم جرحا فى القلب..

    حين يذكر هؤلاء الشباب..

    لقد أبدعت فيما سطرت..

    وأسأل الله ربى أن يغفر لهم ولنا ولجميع المسلمين..

    ردحذف